Sunday, June 19, 2011

Where: من ليبرالي حر الي المجلس العسكري: "النخبة في الاسك...

Where: من ليبرالي حر الي المجلس العسكري: "النخبة في الاسك...: "- طرق مهذب علي باب ممثل المجلس العسكري. - صوت من الداخل: تفضل. - الطارق يدفع الباب بهدوء و يتجاوزه الي داخل الغرفة ويظهر من مظهره انه رجل ..."

من ليبرالي حر الي المجلس العسكري: "النخبة في الاسكلتش "

- طرق مهذب علي باب ممثل المجلس العسكري.
- صوت من الداخل: تفضل.
- الطارق يدفع الباب بهدوء و يتجاوزه الي داخل الغرفة ويظهر من مظهره انه رجل تجاوز منتصف الاربعينات تبدو في ملامح وجهه النبوغ وتشي حركاته بالياقة مع شئ من الانفعال الزائد يبدو عليه عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي لعدم تصفيفه لشعره،و قلة هندام ملبسه -رغم غلو ثمنها- مما يوحي بتكلف في اظهار الثقافة و الترفع الزائد.
- ياتي صوت المضيف و هو يشير الي مقعد مواجه للمكتب : اتفضل.. اتفضل يا دكتور.
- الضيف: ازاي سيادتك يا فندم..انا..
- المضيف مقاطعا بادب: غني عن التعريف يا دكتور.
- الضيف: انا صراحة لا اريد ان اضيع و قت سيادتك، و اعلم مدي انشغالكم في مثل هذه الاوقات العصيبة من تاريخ مصر، لذا سادخل الي الموضوع مباشرة، و اظن ان سيادتك لديك فكرة عن سبب مجيئ.
- الممثل العسكري: صراحة نعم. لكن احب اسمع منك.
- الدكتور الجامعي: انا صراحة احبذ فكرة تاجيل الانتخبات ، لحين استعداد باقي القوي السياسية نظرا لعدم ملائمة توقيت الانتخبات لاي القوي الموجودة علي الساحة سوي التيارات الدينية-بشكل عام- و الاخوان بشكل خاص، و كما تري سيادتك لم يتقدم احد باوراق تاسيس حزب- مع العلم انه ما تبقي علي الانتخابات لا يتجاوز المائة يوم- سوي تيارين اسلاميين، مما يشكل تهديد علي توجه البلاد و اضطراب في دورها التوازني داخل المنطقة.
- الممثل العسكري: انا متفهم و جهة نظرك يا دكتور ،لكن اظن ان الاستفتاء، و نبض الشارع مؤشر علي ان الاغلبية الكاسحة مخالفة لهذا التوجه.
- سيادتك الاخوان قوة كاسحة و التيار الاسلامي بشكل عام هو المسيطر علي مجريات الامور- كتيار معارض- من قبل الثورة و جلي سيادتك ان الساحة لهم الان دون غيرهم و ان اري انه ليس من العدل - بل هو مخالف للمنطق- النزول الي الساحة و المعترك الانتخابي مع العلم ان التفاوت بين القوي السياسية يصب في مصلحة الاخوان لذا لابد من التريس قليلا من اجل قسمة عادلة.
- الممثل العسكري يطرق مفكرا مليا ثم يتمتم بصوت اقرب الي الهمس : انت محق الي مدي بعيد.
- الدكتور يبتسم ابتسامة خفيفة: قطعا سيادتك لان هذا التوازن يخلق نوع من الرقابة الذاتية علي القوي السياسية الموجودة علي الساحة و يؤدي فعليا الي تحكم الشعب بمختلف توجهاته علي مجريات الامور داخل ارض الوطن دون استبداد قد يعود بالبلاد الي الخلف بدلا من نهوضها و الدفع بها الي الامام.
- الممثل متبسما: انت شديد الاقناع يا دكتور.
- الدكتور وقد ارتسمت علي شفتيه ابتسامة خجل: ليس نبوغا في بل لسلامة موقفي.
- الممثل متاملا: لكن يادكتور راي الاغلبية؟!
- الدكتور : الاغلبية سيادتك سيقت نظرا لقلة الوعي و عدم الخبرة في مضمار الديموقراطية ، و عدم الممارسة السياسية طوال الحقبة السابقة. نحن نحتاج الي الوقت كي نرتقي بالشعب المصري كي يكون قادرا علي تحمل المسئولية تجاه الوطن و تجاه الاجيال القادمة التي اختاره القدر في مثل هذه الفترة التاريخية من عمر مصر ليكون صاحب الوصاية عليها و المحدد لمصيرها.
- الممثل و قد بدت علي عينيه علامات الانقياد و الاقتناع التام : اذا لا مفر من الانتظار، ثم مستطردا: كم من الوقت تحتاج يا دكتور.
- الدكتور يمسك بورقة و قلم و يجري عملية حسابية يبدو عليها التعقيد الشديد و هو يتمتم بصوت يسمع بالكاد مع حساب الفترة الزمنية و اعتبار المعوقات دون اغفال كثير من المداهنات و الصفقات المشبوهة مع الحكومات المتعاقبة.. ممم ..، ثم بنبرة عالية الصوت عشر سنوات لا اكثر.
- الممثل: مندهشا كيف هذا؟!!
- الدكتور: سيادتك احسب الفترة الزمانية التي انخرط فيها الاخوان في التجربة السياسية و رغم ما عانوه من عوائق جسام الا ان هذه المشاركة اكسبتهم ثقل و سعة لقاعدتهم الشعبية بخلاف ما قاموا به من موائمات مع السلطة علي مر هذه الفترة الطويلة نسبيا، فاذا ما قارنت بين الفترة المطلوبة لاستعداد القوي السياسية الاخري مع الحرص علي كف الاخوان عن اي مشاركات سياسية او تجارب ترفع من خبراتهم السياسية لحين و صول القوي السياسية الي نفس المستوي المطلوب ستجد سيادتك ان هذا الوقت بالكاد يكفي و غير مبالغ فيه.
- الممثل العسكري ينظر الي الدكتور نظرة تملؤها روح التائييد التام ثم في حركة مفاجاة يمد يدية ليتناول البريه العسكري دافعا مقعده الي الخلف لينهض واقفا ثم يتحرك في خطي سريعة نسبيا بشكل آلي- اشبه بالحركة العسكرية- متجها الي باب مكتبه.
- ينهض الدكتور سريعا و هو يتسائل : الي اين سيادتك
- الممثل العسكري :" رايح احط الاخوان في التلاجه يا روح امك لحد ما تجهزوا".
- الدكتور : يبتسم ابتسامة المنتصر و تظلم الحجرة.

النهاية